بيروت الحزينة

لبيروت من قلبي سلام لبيروت و قبل للبحر و البيوت هكذا غنت لها السيدة فيروز، لبنان أخت سوريا ، أخت فلسطين تشترك في حدودها مع شقيقتها سوريا من جانيبيها الشمالي و الشرقي و تحدها من جهة الجنوب شقيقتها الأخرى فلسطين و من جهة الغرب 

 تحدها واجهة جميلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

عانت هذه البلاد  على أرضها منذ زمن حروبا طاحنة ، حربا ضروسا  سواء كانت الحرب من مغتصب خارجي أو حتى جراء حرب أهلية و أفقات على صوت التفجيرات و سالت فيها دماء كثيرة كانت هذه البلاد حاضية لمصائب جيرانها فتحت ذراعيها و إستقبلت الكثير من اللاجئين لعل أدمى و أبشع وأفضع جرائم جرب شهدتها البلاد هي مجزرة صبرا و شاتيلا، مر على هذه المذبحة 38 عاما ورائحة الدماء مازلت تفوح بين ثنايا المخيمات، مشاهد الدمار و الموتى مازات ترتسم في ذهن الناجين في صباح 16 من شهر سبتمبر، من سنة 1982 ، إقتحمت ثلاث فرق عسكرية مخيمي صبرا و شاتيلا غرب العاصمة بيروت ومنذ دخولهم شهدت المنطقة عملية إبادة جماعية لأهالي المخيمين أغلبهم لاجئين فلسطيين، وقامو بأبشع مظاهر التنكيل بقرو بطون الحوامل و أخرجت أجنتهم 

ووضعت فوقهم.

تم  إستعمال كل أنواع الأسلحة رشاشا ،مسدسات كاتمة للصوت، قنابل، أسلحة بيضاء يا إلاهي كم عانت هذه الأرض حتى صرنا نستغيث نصرخ  إشهد ياعالم علينا و ع بيروت، إشهد بالحرب الشعبية وصرنا نقول بحرقة يا يا يا شوارع بيروت الحرب اليومية، يا مدينة مخزن هم، يا هيصة ووحشية جمرية .

شهد يوم الثلاثاء الرابع من أوت سنة 2020 إنفجار مدمر وصف" بهيروشيما لبنان" قتل فيه حوالي 137شخصا و جرح نحو 5000 

شخصا حيث أن مقاطع فيديو ظهرت على مواقع التواصل لإجتماعي سحابة دخان بيضاء في مستودع خزن للحبوب في المرفأ ، بعدها إشتعلت فيها النيران و حدث إنفجار أولي كبير تعاقبت على إثره سلسلة من الإنفجارات الصغيرة كانت شبيهة بألعاب النارية .

بعدها حدث إنفجار ثاني ضخم رسم سحابة ضخمة في الهواء سبب هذا الإنفجار تدميرا للبنايات القريبة من المرفأ، و خلف أضرار جسيمة في كامل بيروت تقريبا و إكتضت المستشفيات بضاجيا الإنفجار من جرحى و قتلى و تحول المرفأ و ما حوله إلى ركم من الحطام. 

في 23 من شهر سبتمبر سنة 2013، رست سفينة على ملك رجل أعمال روسي على سواحل لبنان بسبب عطل فني، بدأت رحتلها من من جوريا في إتجاه الموزمبيق حاملة عل متنها 2750، طن من نيترات الأليمنيوم بقيت السفينة راسية في الميناء أشهر عدة حيث قررت إدارة المرفأ تفريغ الشخنة في مستودعات الميناء وبقيت الشحنة على حالها لسنوات إلى إنفجرت الثلاثاء الماضي و هنا نطرح عدة تساؤلات لماذا تركت هذة الشخنة كل هذه المدة رغم الإحاطة بكل مخاطرها و قابليتها  للإنفجار؟ لماذا لم يتم إستعمال هذه الشخنة من النيترات في مجالها الأصلي؟ هل كان هذا التفجير بفعل فاعل أم أن الصدفة كانت خادما له؟ لماذا؟ هل؟ كيف؟ متى؟ ...........

كان هذا يوم يوما حزينا على بيروت وكل الإنسانية جمعاء ، لحظات مؤثرة وثقتها كميرات المراقبة من قلب لحظة وقوع الإنفجار كانت جامعة بين الشجاعة و الصدمة و الألم و الحزن لحظات مرعبة عاشها أب يحاول إنقاذ إبنه و يردد "الله أكبر" و عروس كانت تتصور في إحدى شوارع بيروت لكن فرحتها لم تكتمل و شيعت جنازتها عوض حفلة زفافها و رأينا صرخات طفل صغير "ماما ما بدي موت" شاهدنا أيضا قس هرب من الكنسية لحظة الإنفجار أثناء أدائه للصلوات قبل تكدس الكنيسة,

أضحى جامع الأمين ركاما من الحطام .

نتيجة لإنفجار أطنان من نيترات الألمينيوم ، دمرت العديد من البنيان  العامة و الخاصة ،و خسائر قدرت بمليارات الدولات و حداد و حزن و إعلان بيروت مدينة منكوبة، نتيجة للكارثة تشرد نحو 300 شخص بعدما دمرت منازلهم ، نصف مدينة بيروت أصبحت خرابا غير قابلة للسكن ،دمار لم تشهد مثله بيروت على مر تاريخها ،كما تدمر مخزون الحبوب في المرفأ ، أصبح ملوث غير صالح للإستعمال تحت ظل أزمة إقتصادية تشهدها البلاد 90 بالمائة من مخازن الأدوية للأمراض المستعصية أتلفت جراء الإنفجار ما يعمق أزمة الأدوية المفقودة، تحولت مؤسسة الكهرباء إلى دمار إضافة إلى تعطل أربعة مستشفتيات عن الخدمة التي تضررت جراء الإنفجار ،إنتشار غازات سامة جراء الإنفجار و هي غازات أكسيد النتروجين وهي تسبب تهيج الجهاز التنفسي. 

لك الله يا بيروت ........................